بسم الله الرحمن الرحيم
(تياجو نيفيز أحد الأسماء المطروحة أمامنا للتعاقد معه).. (إدارة الهلال في دبي لإنهاء التعاقد مع نيفيز).. هكذا كانت البداية الهادئة عندما انتشرت أخبار قرب تعاقد الهلال مع النجم البرازيلي الصغير تياجو نيفيز انتشار النار في الهشيم.. قبل أن تأتي التدخلات المعتادة قبل نهاية سوق الانتقالات بفترة وجيزة: (البلوي يظفر بنيفيز مقابل 28 مليون يورو).. إلا أن الغثاء زال والسحاب انقشع لتظهر لنا الحقيقة بألسنة الأوروبيين والبرازيليين معلنة: (نيفيز هلالياً مقابل 7 ملايين يورو بعد إعارته إلى فلومينينزي البرازيلي لأشهر معدودة).. فمن هو نيفيز؟
تياجو نيفيز أجوستو، أو كما هو معروف بتياجو نيفيز فقط، (ولد في السابع والعشرين من شهر فبراير 1985م في مدينة كوريتيبا في البرازيل، لاعب وسط مهاجم وجناح أيسر.
تمكن هذا النجم صغير السن من إحراز أول هاتريك يحرز في نهائي كأس كوبا ليبرتادوريس 2008م، إلا أن ثلاثيته لم تشفع لفريقه بالخروج منتصراً في تلك المباراة؛ حيث أسفر مجموع مباراتي الذهاب والإياب عن تعادل فريقه آنذاك فلومينينزي مع دي كويتو الإكوادوري وخرج الفريق البرازيلي في النهاية بضربات الترجيح.
بدايات النجم الأشول
ابتدأ نيفيز (24 عاماً) حياته الكروية ضمن فريق بارانا للناشئين والشباب بداية من عام 2000م إلى أن تم تصعيده إلى الفريق الأول بالنادي مطلع عام 2005م، وخلال موسمه الأول مع الكبار شارك نيفيز في (29) مباراة محرزاً (3) أهداف، وفي نهاية الموسم الأول له ارتأت إدارة بارانا إعارة اللاعب الشاب فيجالتا سينداي البرازيلي المغمور، ليلعب له نيفيز (35) مباراة محققاً (
أهداف.
مرحلة إثارة الاهتمام
مستوياته الرائعة التي قدمها على رغم حداثة تجربته في الدوري الممتاز في البرازيل جعلت أنظار مراقبي فلومينينزي البرازيلي الكبير يتقدموا بطلب خطب ود اللاعب الذي لم يضع الفرصة، فانتقل إلى فلومينينزي موسم (2007 - 2008) ليبدأ رحلة النجومية مع الفريق المتوج في بلاده والمشارك في البطولة القارية لأمريكا الجنوبية (كوبا ليبرتادوريس) ولتكون هذه البطولة هي عربون انضمامه لمنتخب البرازيل المبدع في أولمبياد بكين الماضي.
لعب نيفيز لفريقه الجديد (83) مباراة سجل خلالها (31) هدفاً جعلته مثار الحديث في الصحف البرازيلية التي لا تتحدث عادة عن أي لاعب غير مؤثر، أو لا ترى فيه نواة نجم قادم.
نيفيز وبكين.. أمل وألم
لعب نيفيز لمنتخب السامبا دون سن (23) سنة خمس مباريات منذ عام 2007 مسجلاً خلالها هدفين خلال مشاركته الفريق بطولة أولمبياد بكين البطولة التي أظهرت نيفيز للعالم؛ حيث أحرز نجم الوسط المهاجم هذا هدفين رائعين في المباراة الأخيرة ضمن دور المجموعات أمام الفريق المستضيف الصين ضمن ثلاثية انتهت بها المباراة لصالح فريقه، إلا أن فرحته بهدفيه لم تدم؛ فقد أخطأ دونجا مدير المنتخب الفني حين زج بنيفيز ضد التانجو الأرجنتيني في نصف نهائي البطولة والفريق متأخر بهدفين، فخرج اللاعب عن طوره وارتكب خطأين استحق عليهما البطاقة الحمراء لتكون البداية أملاً والنهاية ألماً.
كما لعب نيفيز للفريق الأول - الذي ضمه دونجا إليه منذ منتصف العام الماضي- ست مباريات حتى الآن.
النتيجة احتراف أوروبي
بعد مشاركتي نيفيز الرائعتين في البطولة القارية وفي أولمبياد بكين، جاءت الأخبار والإشاعات التي ربطته بالعديد من الأندية العريقة في أوروبا مثل مانشستر سيتي الإنجليزي وأتلتيكو مدريد الإسباني وهامبورج الألماني كما سبق وأن أعلن وكيل أعماله ليو رابيللو، إلا أن الأمر حسم بتاريخ 30 أغسطس 2008م حينما أذيع خبر انتقال الموهبة البرازيلية القادمة إلى نادي هامبورج (ثالث الدوري الألماني حالياً)، واستقبله جمهور الفريق الألماني استقبال الأبطال وهم يرون في ابن السامبا الشاب خير معوض لفقدان النجم الهولندي رافاييل فان دير فارت لصالح الملكي الإسباني ريال مدريد، وقد تم تقديم اللاعب للجمهور وأعضاء الشرف وهو يرتدي القميص 27، وذكر اللاعب أنه فضل عرض هامبورج الألماني على غيره لعدة أسباب، أولها العائد المادي الجيد من الصفقة مقارنة ببقية العروض حيث دفع نادي هامبورج تسعة ملايين يورو أي ما يعادل 13.2 مليون دولار لمدة خمسة أعوام وهو ما يعد رقماً قياسياً في سجل صفقات النادي، على رغم أن نيفيز أنكر كون المادة هي السبب وفضل الانضمام للنادي الألماني رغم إبداء أتلتيكو مدريد الإسباني رغبته في التعاقد معه وعلى رغم العرض الذي تلقاه اللاعب من فلومينينزي برفع أجره.
وحول هذا الأمر سبق وأن صرح نيفيز: (إنها ليست مسألة مال بدليل أن فلومينينزي عرض علي راتباً أكبر من الذي سأتقاضاه من هامبورج، ولكنها مسألة تحد بالنسبة لي).
هامبورج المكان الخطأ
إلا أن المزعج في الأمر أن نيفيز - المنتقل إلى الفريق منذ ما يزيد على ستة أشهر الآن وبمبلغ كبير جداً- لم يشارك إلا في ست مباريات فقط حتى الآن؛ أربع منها كبديل واثنتان كأساسي، وذلك بناء على رؤية مدرب الفريق مارتن يول الذي لم يقتنع باللاعب كبديل للهولندي فان دير فارت.
في النهاية اشتعلت الأمور وتضايق نيفيز من طول جلوسه على الدكة، فأوحى إلى وكيله بإخباره بالعروض الموجودة حالياً، وإن كان قد أبان له رغبته في العودة إلى البرازيل وإلى فلومينينزي تحديداً إن تسنى ذلك، ووفق آخر التقارير فإن البريق الذي أتى به اللاعب من البرازيل إلى ألمانيا قد زال عنه تماماً بعد مرور الفترة البسيطة التي أمضاها ضمن الدكة الاحتياطية في صفوف فريقه الجديد، وأصبح البرازيلي يحن إلى بلاده أكثر من أي وقت مضى خصوصاً بعد تصريح والدة اللاعب لبعض وسائل الإعلام البرازيلية عن قرب رجوع ابنها إلى البرازيل مما عزز الشائعات.
كما أن المدير الرياضي للفريق البرازيلي أليكساندر فاريا سبق وصرّح بأن الاهتمام بجلب اللاعب موجود إلا أنه في ذات الوقت أنكر وجود مفاوضات مباشرة تمت مع اللاعب.
نيفيز ينضم لزعيم آسيا
وحسب التقارير التي أوردتها العديد من الصحف الأوروبية والبرازيلية وكثير من المواقع الإلكترونية استناداً للأخبار المتواترة من مواقع الفيفا وموقع هامورج وموقع فلومينينزي فإن الجميع أجمع على أن الهلال السعودي بطل الدوري والكأس قد ظفر بخدمات نيفيز بصفقة بلغت قيمتها 7 ملايين يورو مقابل الانتقال على أن يعار اللاعب أول 3 ثلاثة أشهر من عقده إلى النادي البرازيلي برغبة من اللاعب نفسه، فوافقت الإدارة الهلالية، وعلى الرغم من أن الطرف الفيصل في إثبات صحة الخبر من عدمه وهو نادي الهلال لم يثبت أو ينفِ صحة الخبر، إلا أن التوقعات تشير إلى أن الإدارة تريد التكتم على الأمر حتى ترى مستقبل الأجانب الموجودين حالياً في النادي، والتأكد من اللاعب الذي بإمكان الهلال التخلي عنه عند مجيء نيفيز كرابع محترفي الهلال إلى جانب كل من السويدي ويلهامسون والروماني رادوي والليبي التايب والكوري (الآسيوي) سيول.
يذكر أن إدارة الزعيم كانت قد وضعت نيفيز نصب أعينها قبيل افتتاح فترة الانتقالات الشتوية، إلا أن ما عقّد إتمام الأمر هو محاولة إفساد الصفقة من قبل أطراف سعودية أخرى عن طريق إيصال معلومات مكذوبة حول الوضع الأمني السيئ في السعودية وخصوصاً في الرياض والتعامل الرديء مع الأجانب مما أدى إلى تردد البرازيلي في الموافقة قبل أن تصل له الصورة الحقيقية ليبادر بالتوقيع حسب ما أفادت مصادر خاصة.
البلوي يدخل في الصفقة
وكان الرئيس السابق لنادي الاتحاد السعودي وعضو شرف النادي منصور البلوي قد أكد أن ناديه حسم صفقة التعاقد مع نيفيز من هامبورج الألماني بمبلغ 28 مليون يورو (140 مليون ريال) في رقم مبالغ فيه بشكل كبير مما أكد لجميع الملمين بالكرة السعودية أن الأمر لا يعدو كونه فرقعة إعلامية ولتعطيل منافسه الهلال عن الظفر باللاعب خلال فترة الانتقالات وهو يعلم أن الهلال هو أول من أعلن عن مفاوضة اللاعب منذ كان في دبي مع فريقه الذي واجه ميلان الإيطالي في مباراة ودية مطلع الشهر الماضي، بدليل أن البلوي نفسه أشار في الخبر الذي وزعه على المواقع الإخبارية إلى أن البرازيلي نيفيز تلقى مفاوضات من أحد الأندية السعودية (الهلال).
نيفيز بديلاً لمن؟
إلا أن شرط اللاعب بالذهاب إلى فريقه البرازيلي معاراً يعني أنه لن يشارك الهلال بالطبع في دوري المجموعات الدور الأول من بطولة أبطال آسيا، والتي يأمل فيها محبو الهلال فعل الكثير والعودة إلى مجدهم المنضوي منذ زمن ليس بالقصير كسيد ألقاب آسيا، وهذا يعني أن الفريق سيخوض دور المجموعات بأجانبه الموجودين حالياً حتى إذا ما تأهل الهلال إلى الدور الإقصائي الذي يليه كان لكل حادث حديث وآنذاك يتحدد الأجنبي المغادر مقابل قدوم نيفيز، وإن كان المنطق يرشح كونه العبقري الليبي طارق التايب الذي عانى من توالي الإصابات منذ قدومه إلى الهلال إضافة إلى العقوبة التي فرضت عليه من قبل المحكمة الرياضية بالإيقاف نتيجة لحكم قضية أخرى سبق أن رفعها ضده فريقه السابق غازينتاب سبور التركي مما أدى إلى إيقاف اللاعب أربعة أشهر، قبل أن يستأنف الهلال القرار لتؤجل المحكمة بقية مدة الإيقاف حتى بداية الموسم القادم، أي مع بداية المراحل الأولى من أبطال آسيا، مما يعني أن الهلال لم يستفد من التايب هذا الموسم فعلياً سوى في مباريات تعد على الأصابع، مما قد يدعم هذه النظرية، إلا أن وجود عروض أخرى للسويدي ويلهامسون جعلت الباب مشرعاً لطرح الرؤى والنظريات، والمستقبل قد يعد بمفاجآت مدوية.. من يعلم؟!