بسم الله الرحمن الرحيم
يقضي بعض الحكام السعوديين على أي بصيص أمل بأن يستعيد الوسط الرياضي ثقته بهم، ومن ثم الاستغناء عن تواجد الحكم الأجنبي في ملاعبنا الذي بدأ قبل 5 سنوات، وأقرب الأمثلة ما فعله الدولي عبد الرحمن الجروان أول من أمس عندما قدم لنا فاصلا جديدا من (ذبح) القانون وتشريحه بطريقة عجيبة وغريبة لايمكن قبولها، والأكثر غرابة أنه يحمل الشارة الدولية، وتعده لجنة الحكام ضمن أسياد الملاعب النخبة في السعودية، ومع هذا فهو لايفرق بين الضرب المتعمد، والالتحام القانوني، وركلة الجزاء والتمثيل، حتى جعل المتابع يتساءل هل هذا حكم مبتدئ؟
البرازيلي فوفيو وزيد المولد ونايف القاضي مارسوا الضرب المتعمد والأول ارتكب خمسة أخطاء الكل منها يستحق الإنذار، ولكن الجروان التزم الصمت وكأنه يبارك لهم ذلك ، ولوحظ عليه أعتماده على مساعديه، إذا كان هو لم يلاحظ الضرب حتى يطبق العقوبة المستحقة فتلك مصيبة، أما إذا كان شاهده وتجاهل اتخاذ الإجراء المناسب فالمصيبة أكبر، وهذا يدعو لوضع احتمالين.
الاول انه تجاهل تطبيق القانون برغبته وهذا يجعل الجميع يتمسك باستمرار مشروع الحكم الأجنبي في ملاعبنا إلى أن يندثر قانون الجروان وكل حكم غير شجاع يتأثر بالعواطف ويؤمن بقانون المجاملات والتعويض، ومن ثم يظهر لنا حكام يعيدون للمباريات متعتها والتصدي لكل من يخدش جمالها، ونعني بذلك العنف الذي أبعد بعض النجوم وفرض عليهم الاعتزال القسري.
أما الثاني فإن فهمه وعدم استيعابه للقانون لم يمكناه من التطبيق وإصدار قرارات عادله.
وفي كلتا الحالتين فالموقف يقتضي إعادة النظر بعدم استمرارية مثل هذه النوعية من الحكام الذين يحرجون أنفسهم ويسيئون للقانون ويشوهون سمعة كرة القدم السعودية التي باتت لاتحتمل مثل هذه الأخطاء التحكيمية الفادحة.
في وقت مضى كان هناك من ينعت اللجنة الرئيسية بلجنة الزيد، بل إن البعض اتهمها بتسيير التحكيم وقرارات الحكام لمصلحة فريق واحد رغم براءته من هذه التهمة التي لفقت ضده لغرض في أنفس البعض ، أما الآن وعطفاً على ما نشاهده ويلتزم الصمت البعض تجاهه فيبدو أنه سيتم نعتها بلجنة الناصر والعيدان ومحمد سعد بخيت والجروان، خصوصاً إذا ما عرف المتابع ميولهم وكونهم امتدادا لتركة الشنار والعمر والبشري، والمرادسي وغيرهم كثير.
في لقاء الشباب والهلال ليس مهما من كان سيفوز، فالفريقان مؤهلان للانتصارات في أي وقت، ولكن المهم أن يظهر التحكيم بصورته المرضية للجميع، وهذا مالم يتحقق إذ ضاع ماء وجه القانون بفعل صافرة الجروان، وهذا لا يرضاه أي شخص يهمه وضع الرياضة السعودية وضرورة أن يكون التحكيم مواكبا لتطورها، بعيداً عن العثرات والشبهات.
الأندية والإعلام والوسط الرياضي في مختلف فئاته لايطالب بالمستحيل ولكنهم يطالبون بتطبيق القانون الدولي، بعيداً عن التجاهل والتعمد تارة وعدم الفهم ومحدودية القدرات تارة أخرى، وإذا ما استمرت اللجنة الرئيسية تعتمد على من هم بمستوى وتقديرات الجروان فإنها ستتعب حالها وتحرج الأندية وتضع اتحاد الكرة في مأزق كثرة مطالب الأندية بحكام أجانب، فهل يكون ما فعله الجروان بداية التصحيح وعلاج " السوسة" التي أضرت بالتحكيم السعودي ، و هذا مايتمناه كل غيور على سمعة رياضتنا؟.